
شهدت مناطق إسرائيلية، من بينها حيفا وكريات جات وتل أبيب، سقوط صواريخ إيرانية جديدة ضمن جولة تصعيد متواصلة بين طهران وتل أبيب، تخللها تدمير مبانٍ واندلاع حرائق وإصابات بشرية، في حين استمر الجيش الإسرائيلي في اعتراض الصواريخ، وطلب من السكان مغادرة الملاجئ بعد انحسار التهديد.
وأظهرت الصور التي بثتها وسائل إعلام إسرائيلية اندلاع حرائق كبيرة في مدينة حيفا إثر إصابة مبنيين بصواريخ إيرانية. كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بوقوع إصابات في كريات جات، وسط أنباء عن وجود عالقين تحت الأنقاض.
الجيش الإسرائيلي أكد أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت عدداً كبيراً من الصواريخ، إلا أن بعضها أصاب أهدافًا مدنية، مشيرًا إلى أن بعض القذائف أطلقت من غرب إيران، في ردّ إيراني على الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية ومنصات إطلاق في مشهد ومناطق أخرى.
مصادر إيرانية: استهداف مراكز حساسة في إسرائيل
في المقابل، تحدثت مصادر إيرانية عن استهداف ما وصفته بـ"مراكز اتخاذ القرار" داخل إسرائيل، بما في ذلك مواقع عسكرية وسكن قيادات بارزة. ولم تؤكد إسرائيل تلك المزاعم، معتبرة إياها جزءًا من حملة دعائية، لكنها أقرت بتصاعد التهديد من الترسانة الصاروخية الإيرانية.
مراسل "سكاي نيوز عربية" أفاد بأن الجيش الإسرائيلي لا يزال في حالة تأهب قصوى، وسط توقعات بموجات صاروخية إضافية.
واشنطن: لا ندعم إسقاط النظام الإيراني
وعلى الصعيد السياسي، نفت الإدارة الأميركية دعمها لأي خطة إسرائيلية تهدف إلى تغيير النظام في طهران، رغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن العمليات العسكرية الجارية قد تؤدي إلى "تغيير النظام الإيراني"، واصفًا إياه بـ"الضعيف".
وقال مارك كيميت، نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن تغيير النظام الإيراني ليس من أولويات السياسة الأميركية، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تسعى لتغيير الأنظمة بالقوة، بل تدعم المسارات السياسية القائمة على الانتخابات الحرة.
ترامب يلوّح باتفاق قريب
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "سلامًا قريبًا" بين إيران وإسرائيل ما زال ممكنًا، رغم التصعيد المستمر، مضيفًا أن واشنطن تتابع الاتصالات لاحتواء التصعيد وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
تحذيرات من فوضى إقليمية في حال انهيار النظام
مجلة "فايننشال تايمز" كانت قد حذّرت من أن انهيار مفاجئ للنظام الإيراني قد يفتح الباب أمام فوضى إقليمية، فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن واشنطن تخشى فقدان السيطرة على التوازنات في المنطقة إذا سقط النظام دون انتقال منظّم.
إيران ترفض التفاوض تحت النار
من جهته، أكد المحلل الخاص بسكاي نيوز عربية، محمد صالح صدقيان أن التصريحات الإسرائيلية بشأن إسقاط النظام هدفها التغطية على الضربات الإيرانية الموجعة، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني لا يمكن أن ينهار نتيجة غارات جوية في يومين.
وفي السياق ذاته، قال المستشار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكي من القاهرة إن التغيير في إيران، إذا حصل، فسيكون نتيجة ديناميات داخلية، وليس بفعل ضربات عسكرية.
أما رئيس منتدى الخبرة السعودي، أحمد الشهري، فقد اعتبر أن إسرائيل تسعى من خلال التصعيد العسكري إلى ترميم جبهتها الداخلية، مؤكداً أن الضربات الجوية وحدها لا يمكن أن تسقط نظاماً في دولة بحجم إيران.
الأردن: لن نكون ساحة لحرب إقليمية
في موقف لافت، أكدت المملكة الأردنية أن أراضيها ليست ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، مشددة على رفضها لاستخدام المجال الجوي الأردني في أي هجمات أو عمليات عسكرية.
وحذر العاهل الأردني من محاولات زعزعة الاستقرار، فيما أشار مسؤولون إلى أن الدفاعات الجوية الأردنية أسقطت مسيّرات كانت تهدد أمن المواطنين.
المشهد إلى أين؟
وبين تصريحات التصعيد وحديث الوساطات، يبقى مستقبل المواجهة غامضاً، في ظل مخاوف من توسع رقعة الحرب لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية، وسط غياب مؤشرات حقيقية على قرب التوصل إلى وقف إطلاق نار أو تسوية شاملة.
