آخر تحديث :الاربعاء 24 سبتمبر 2025 - الساعة:02:03:13
حقيقة القواعد العسكرية في شبوة... لا كما يروّج إعلام العدو
(كتب الصحفي / صالح حقروص)

 

 

خلال الأيام الماضية، لاحظنا تصاعداً كبيراً في الحملة الإعلامية التي تقودها مطابخ الإخوان والحوثي، بشأن ما يُروّج له عن وجود "قواعد ومطارات عسكرية جديدة" تُبنى في محافظة شبوة.

هذا التناول المكثف لا يأتي بدافع الحرص على شبوة المحافظة التي تحررت من قبضة مليشيات الاخوان بل بدافع الخوف مما بعد التحرير، وما تمثله هذه المرحلة من تهديد استراتيجي لأعداء الجنوب.

الحقيقة التي يعرفها الجميع، صغيراً وكبيراً، هي أن تلك القواعد والمطارات ليست جديدة ولم تُنشأ حديثاً.
ما تم تداوله من صور أقمار صناعية وتحليلات سياسية، ليس إلا تهويلاً إعلامياً لمواقع عسكرية قديمة، أنشأها الاتحاد السوفيتي في مطلع الثمانينات، وكانت تُعد آنذاك من القواعد الاستراتيجية وكانت تضم هذه المواقع مستودعات تحت الأرض تحتوي على مخزون استراتيجي من الأسلحة والذخائر، يكفي الجيش لخوض معارك لمدة ستة أشهر دون الحاجة لإمداد خارجي، وقد أُنشئت في وقت كانت فيه التوترات على أشدها بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والمملكة العربية السعودية.

وما حدث بعد تحرير محافظة شبوة تطوير لا تأسيس جديد وهو ببساطة إعادة تأهيل لتلك المنشآت العسكرية، في إطار تطوير قدرات الجيش الجنوبي، استعداداً للتحديات القادمة، لا سيما بعد تحرير شبوة التي أصبحت خط تماس مباشر مع ميليشيات الإخوان والحوثي.
وبالتالي، فإن احتمالية اندلاع مواجهات عسكرية باتت واردة في أي لحظة، وهذا ما يفسر الحاجة إلى إعادة تفعيل القواعد القديمة.

أما الزج باسم الإمارات في هذه الحملات الإعلامية، فهو نتيجة حقد دفين لدى هولاء على الإمارات ودورها الحقيقي في مساعدة الجنوب، وبنى له جيشاً حرر أرضه ووقف في وجه الاحتلال.

لكن، ماذا يمكن للإمارات أن تفعل مع من لا يريد أن يتحرر؟
فالحرية لا تُمنح لمن باعها برخص، ومن رضي بالعبودية، لا مكان له في معركة التحرير.
وبالتالي، لا خلاص لوطنٍ يختار بعض أبنائه الذل والوصاية.

ومن خان لا يحق له الحديث عن السيادة ومن باع السيادة وسلّم صنعاء للحوثي، لا يحق له الحديث أو التدخل في شئن لا يعنية ولا يخصه .

أن كل ما يُثار في إعلام الإخوان والحوثي عن "قواعد ومطارات عسكرية جديدة" في شبوة، هو مجرد محاولة بائسة لتشويه إنجازات الجنوب بعد التحرير. بل وتعكس حجم الخوف الحقيقي لدى هذه القوى من مرحلة ما بعد تحرير محافظة شبوة، ومن مستقبل جنوب قوي ومتماسك ومستقل.

ان إعادة تأهيل القواعد القديمة في شبوة هو بناء لقوة الجنوب، لا تهديد للسيادة .
ومن يروّجون لتلك الشائعات، يعلمون قبل غيرهم أن المعركة لم تعد في شبوة، بل في ما بعدها والرعب الحقيقي الذي يعيشونه الآن هو من جنوب قوي، يفرض وجوده ويحمي حدوده.

الصحفي / صالح حقروص
2025/9/23م


#
#
#
#
#
#

شارك برأيك