آخر تحديث :الخميس 18 سبتمبر 2025 - الساعة:00:50:43
العميد أحمد قايد القُبّة
علي شايف الحريري

الخميس 17 سبتمبر 2025 - الساعة:22:19:07

كنتُ في مطعم السومحي، جالسً على الطاولة المقابلة للبوابة، أتعامل مع "الكور" ... رأس نعجة.
فجأة لمحتُ العميد أحمد قايد القُبّة، قائد الحزام الأمني بالضالع، ينزل من الدور الثاني بمفرده، بلا أي مرافقين.
توجّه نحو الكاشير أسفل السّلم وكان يسألهم باستغراب:
"ليش الأسعار غالية؟! ما نزلتوش السعر؟"

تركتُ ما بيدي وقمتُ أسلّم عليه بالخدود، كون يدي كانت مليئة بمخ التيس.

قال لي .
"مالهم يا علي؟! الأسعار مكانها عندكم مرتفعه.. ما فيش رقابة."

توادعنا وخرج القُبّة. عدن مكاني وكنت. أراه من  خلف زجاج المطعم، فركب سيارة "هيلوكس" ومعه فقط مرافق واحد، وكان هو نفسه السائق.

رجعتُ إلى طاولتي أُكمل "المهمة"، وتذكرتُ ما حصل قبل أسبوعين في نفس المكان. كنت جالسًا على نفس الطاولة عندما فجأة امتلأ محيط المطعم بعساكر مقنّعين، استنفار خارج المطعم .. ودخل المطعم شخص ومعه مرافقين اثنين قائدٍ بحجم "طنبور"! حتى شكله كان يشبه الطنبور القديم الذي كانوا يملؤون فيه الماء.

دخل المرافقان معه يسارًا ويمينًا، وهو واقف أمام الكاشير بحالة قتالية، والإمانات مفتوحة.
قلت في نفسي: ربما هناك استهداف  أو غريم له داخل المطعم.
قمتُ وسألته:
"معك فلان أمن.. لو في خطر على حياتك من داخل المطعم أفصح، وأنا أعمل اللازم."
ردّ عليّ: "لا لا.. ما فيش استهداف."

قلت: يمكن يستحي ويُخرج العسكر.. لكن مثلما قلت، نحن صرنا نستحي بدلًا عنهم.

والمفارقة أنّ هذا "الشخص" لا يعرفه أحد، لا تاريخ وشي لكنه وجد  معسكر وعساكر فاضيين!

أمّا القيادة الحقيقية فهي كما  أحمد قايد القُبّة؛ و عبدالدائم الشعيبي ومن يسير على خطاهم ..
القبه دخل المطعم، طلب له نصف دجاجة، بلا مرافقين ولا انتشار، رغم أنه قائد الحزام الأمني ومدير أمن محافظة الضالع، رجل مقاتل، ومستهدف فعلًا. يقاتل الحوثيين ومع ذلك، كان همه يسأل: "ليش الأسعار غالية؟" همّه الناس.

تحية من القلب لكل قائد يشبه أحمد قايد القُبّة.
أما "الزناطين".. فلا.

للتوضيح:
هناك قيادات مستهدفة فعلاً مثل اللواء شلال شائع، وهؤلاء معذورون إذا تحرّكوا بحماية ومواكب، فقد استُهدفوا عشرات المرات.
كما أن تحرّك القيادات العسكرية الكبيرة بمواكب أثناء الدوام والمهام لا خلاف عليه.

لكنّي أتحدث عن شخصيات غير مستهدفة، تزعجنا في المطاعم والأماكن العامة، وتتصرف وكأنها زعماء دول.
لابد أن تكون هناك ضوابط من قبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لإيقاف هذه التصرفات عند حدّها.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص