آخر تحديث :السبت 20 سبتمبر 2025 - الساعة:23:49:09
تعز وقصة الإمام والبيارة
(كتبها أحمد محمد سعيد عثمان )

 

 

للإمام يحي حميد الدين او ابنهُ مقولة في رده على سؤال لماذا اخترت المكوث في تعز اكثر من صنعاء.. فأجاب بوصفة  لمدينة تعز إنها « بيارة»  وهو يجلس  عليها لإنهُ لو انفتحت فإن رائحتها تؤذي كل اليمن.

من خلال مشاهد عدة اتضح صدق هذه المقولة وليس آخرها مقتل افتهان المشهري مديرة صندوق النظافة والتحسين لمدينة تعز .. تعز التي احتضنت كل اليمنيين شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا ، وتعز التي منها انطلقت قوافل التحرير في 26 سبتمبر عام 62 م وابان فتح الحصار عن صنعاء بما سُمي «حصار السبعين».

هذهِ المدينة انطلقت منها قوافل التحرير لجنوب الوطن من المستعمر البريطاني في 14 اكتوبر عام  63م ، وكانت مركز المؤن والسلاح للثوار في الجنوب ، وعرُفت بحاضنة الرجال من كل قبائل اليمن دون ان تسال من اين أنت؟ وماذا تعمل؟ ، فهي الثقافة والفن والجمال والسلام
   ولكن!! لعنةالبيارة مازالت عالقة بها ولم تفتك منها ، وتلاحقها  كما هو الحال في ملاحقتها بثورة توكل كرمان ، وطبل حمود المخلافي  ووو وهذا  جزء من لعنة البيارة والتتابع مستمر .

بالامس الباكر اغُتيلت السيدة افتهان المشهري في وسطت المدينة وهي السيد النشيطة الوديعة المسالمة التي كان همها كيف تحافظ على تعز وتبقيها جميلة نظيفة خالية من البيارات المفتوحة ،لكن تعز البيارة  أبت إلا ان تنفتح لتزكم أنوف الجميع 
اليوم لا أحدًا يقدر ان يضغط على تعز «البيارة» ويغلقها الى الابد ولن يجرؤ أحد على ذلك ، وما إغتيال إفتهان المشهري الا هو استمرار لإنفتاح بيارة الإمام واستمرار انبعاث الروائح الكريهة من( تعز )البيارة.

إفتهان المشهري لاذنب لها إلا انها عشقت إغلاق البيارات وتنظيف المدينة من الروائح الكريهة وجعلها خالية من القاذورات الى الابد لكن عشقها لم يستمر طويلاً لأن لعنة مقولة الامام تلاحق تعز فعاشقي الروائح الكريهة والبيارات ابو إلا ان يغتالوها لتنفتح أقوى بالوعات تعز لتغدو مرتعًا للبلهاء والبلاطجة والعابثين والمفصعين الخارجين عن النظام والقانون ناتج لتراخي واضح من  الأمن ، والحقيقة أن إغتيال المشهري هو إغتيال حلم كل ابنائها من هواة النظافة  
بل  اغتيال النظافة بمعناها الشامل ، وانفتاحًا لبيارة الإمام لتزكم الأنوف لزمن قد يطول ولن تنسد. 

الرحمة للمشهري ولانامت أعين عاشقي البيارة القذرين.


#
#
#
#
#
#

شارك برأيك