
كيف عملت جماعة الإخوان على إخونة التعليم العام والجامعي ونشر التطرف بين أوساط الأجيال في مدينة تعز ؟
جامعة تعز .. طلاب وأساتذة يشكون من إدراج محتوى أيديولوجي في المقررات وتسييس للعملية التعليمية برمتها
أكاديميون بتعز يدعون إلى مراجعة شاملة للمقررات الجامعية وتنقيتها من أي محتوى يسعى لترويج الفكر الحزبي
تعيش مدينة تعز اليمنية حالة من الانفلات الأمني ، وانتشار الجرائم والتطرف ، ونهب المال العام وأخونة التعليم وغيرها الاختلالات الأخرى التي عمت جميع مناحي الحياة ، ويأتي ذلك في ظل سيطرة جماعة الإخوان على مفاصل الحكم في المدينة ، ويصاحب ذلك صمت مخز من مجلس القيادة الرئاسي وحكومة الشرعية طيلة العشر السنوات الماضية ؛ مماجعل الجماعة تعمل باهتمام بالغ وعمل ممنهج إلى أخونة التعليم الجامعي والثانوي رغم كل التحذيرات من قبل السياسيين والمثقفين حول هذه الظاهرة الخطيرة .
إخونة التعليم :
وتحدث الأكاديمي محمد العمدة لصحيفة " الأمناء " قائلاً : " إن جامعة تعز إحدى أبرز الجامعات اليمنية تشهد جدلاً متصاعدًا حول طبيعة المناهج الدراسية وأهدافها الحقيقية ، حيث يشتكي طلاب وأساتذة من إدراج محتوى أيديولوجي في المقررات ؛ ما أثار تساؤلات حول استقلالية التعليم ودوره في بناء وعي نقدي متحرر لدى الطلاب " .
وأضاف العمدة أن " هذه المخاوف ليست جديدة ، إذ يرى الجميع أن أعمال الاستقطاب الفكري للمتطرفين الذي نشأ منذ سنوات داخل جامعة تعز سبقه حملات تحريضية على الجامعة من هذه الجماعة دون وجود أي رقابة لنشاطهم ؛ مما يهدد جوهر التعليم ومكانته كمؤسسة لتكوين وعي مستقل ومستنير " .
وقال أكاديمي آخر فضل عدم ذكر اسمه لصحيفة " الأمناء " : " إن ما يجري داخل جامعة تعز من إدخال محتوى أيديولوجي ، وتسييس للعملية التعليمية يعد أمرا خطيراً يجب أن يتوقف فورًا ، وشد على ضرورة تحصين الجامعة من أي تأثيرات مضرّة قد تحوّل الطلاب إلى قنابل موقوتة تهدد الأمن الفكري والمجتمعي " .
ودعا الأكاديمي المجلس الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة إلى " الالتفات الجاد لوضع الجامعة ، وما تعيشه من فوضى وتجاذبات تضر بالعملية التعليمية ، مؤكدًا أهمية التدقيق في الكادر التدريسي الذي تعج به جامعة تعز والذي يعمل في كثير من الحالات دون متابعة أو تقييم حقيقي لما يقدمه من محتوى وبعيدًا عن المنهجية العلمية الرصينة " .
صحفيون وحقوقيون يتحدثون حول إخونة التعليم :
كتب الصحفي والناشط السياسي جمال الصامت في منشور له على صفحته في "فيسبوك عن إخونة التعليم وقال : " تحول الجامعة من فضاء للتفكير إلى مصنع لبرمجة العقول ، فجامعة تعز، حيث يُفترض أن تُزرع المعرفة تُزرع بدلًا عنها بذور التطرف بهدوء وبأناقة أكاديمية مخادعة " .
وأضاف أن " الطالب يفتح كتابه ، فيجد نفسه يدرس فصلًا كاملًا لأحد أبرز قادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وهو بلا شك داخل في الاختبار ؛ مشيرًا إلى أن الطالب يجد نفسه مطالبًا بحفظ فكر ذلك الشخص، بل وتتبع مراحل حياته عن ظهر قلب، فقط لينجح " .
مخاوف الطلاب :
وفي سياق متصل كشف عدد من الطلاب بجامعة تعز أنه خلال إحدى المحاضرات لأحد المقررات قبل فترة جهر أحد الدكاترة بالدفاع والترويج لأفكار الشيخ المتطرف " العديني " ، وانتقد إحدى زميلاته في هيئة التدريس لأنها دعت إلى رفع الحصانة عنه لتتمكن جامعة تعز من مقاضاته رغم أن المحاضرة لا علاقة لها بهذا الموضوع " .
كما أبدى العديد من الطلاب قلقهم من أن استمرار هذه الأساليب في تسويق الإيديولوجيات في المقررات، فيما دعا أساتذة وأكاديميون إلى مراجعة شاملة للمقررات الجامعية وتنقيتها من أي محتوى يسعى لترويج الفكر الحزبي أو الأيديولوجي، مؤكدين أن هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على استقلالية التعليم وضمان حرية التفكير والنقد.
كما حذروا من خطورة إخونة التعليم في جامعة تعز، واصفين هذه الخطوة بأنها مشابهة لما تقوم به ميليشيا الحوثي الانقلابية في مناطق سيطرتها، من فرض مناهج سلالية تتماشى مع أفكارها العفنة، مؤكدين أن ذلك يهدد بتحويل التعليم إلى أداة لغسيل العقول والاستقطاب السياسي والتهيئة الأيديولوجية للطلاب بفكر إخواني.
نهب مبالغ تقدر بالمليارات :
وتحدث سعيد ناجي عبادي لصحيفة " الأمناء " وقال : إن وثيقة رسمية تكشف تعرض إيرادات الدولة في محافظة تعز لعمليات سطو ونهب مهولين تصل لمليارات الريالات في غضون اشهر قليلة جدا .
وأضاف عبادي أن " هذا أثر سلباً على رفد خزينة الدولة بالموارد اللازمة ، حيث ان عملية الاستيلاء على موارد الدولة قد أعاق السلطة المحلية عن الوفاء بالتزاماتها في تنفيذ المشاريع التنموية بالمحافظة " .
تقرير رسمي :
واوضح تقرير رسمي مرفوع لوزير المالية قيام محور تعز بالاستيلاء والسيطرة على تحصيل موارد ضريبة مبيعات القات ،منذ تاريخ 2025/5/22م وحتى 2025/8/14م ،
وفق مربوط يومي 25 مليون و75 ألف ريال يمني .
ووفق التقرير إن إجمالي المبلغ المستولى عليه خلال شهرين فقط بلغ( 1,705,100,000) مليار وسبعمائة وخمسة ملايين ومائة ألف ريال حتى تاريخ 2025/7/28م .
وإذا ما أضفنا بقية الفترة اي 16 يوم سيصبح المبلغ المسطو عليه (401,200,000) ريال وبإجمالي يصل حتى تاريخ النشر الى (2,106,300,000) اي اثنين مليار ومائة وستة ملايين وثلاثمائة ألف ريال يمني .
وفي التقرير المالي المرفوع لوزير المالية تحت توقيع محافظ المحافظة وبعنوان " تجاوزات ومخالفات في تحصيل الموارد المالية بالمحافظة " ، أشار إلى قيام المحاكم بالاستيلاء على الموارد المحلية المتعلقة برسوم توثيق العقود وتوريدها إلى حساباتها الجارية منذ أواخر الشهر الماضي .
واعتبر التقرير تصرفات المحاكم مخالفة صريحة لدستور الجمهورية اليمنية ولقانون السلطة المحلية ولائحته التنفيذية والمالية ، ولقرار رئيس مجلس الوزراء رقم(283) لسنة 2001م بشان تحديد قيم أوعية الرسوم المحلية .
وشدد التقرير على ضرورة اطلاع وزير المالية عليه والتوجيه للجهات المختصة باتخاذ التدابير اللازمة لسرعة توريد المبالغ المحصلة إلى حساباتها طرف البنك المركزي فرع تعز ، وإيقاف هذه الممارسات مستقبلاً لما فيه الصالح العام .
ووزع صور للتقرير لرئيس مجلس الوزراء ، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية ،ووزير الإدارة المحلية ،ورئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ،ووكيل المحافظة للموارد ،والوكيل المساعد لفرع الجهاز المركزي بتعز ،ونيابة الأموال العامة .
اعتداء على طفلة :
وقال خالد القريضي لصحيفة " الأمناء " إن الطفلة حنين عبدالله عبدالغني أحمد فارع، البالغة من العمر 6 سنوات تعرّضت لاعتداء شنيع من قِبل عمّها خليل عبدالغني أحمد فارع في منطقة الأقروض بمديرية المسراخ محافظة تعز.
وأضاف القريضي أنه لم يكتف الجاني بفعلته ؛ بل أقدم على احتجاز الطفلة ووالدتها داخل المنزل مانعًا عنهما حق الإسعاف والعلاج تاركًا الصغيرة تصارع الألم وكأن حياتها لا تساوي شيئًا في ميزان ضميره.
وأشار القريضي بأن الجريمة أثارت موجة غضب عارمة في اوساط الأهالي ، وسط مطالبات عاجلة لمدير أمن مديرية المسراخ طه البركاني وللمسؤولين والمشايخ والوجهاء، بسرعة التحرك لإلقاء القبض على المعتدي وتقديمه للعدالة ، وجعل هذه الجريمة عبرة لكل من تسوّل له نفسه المساس ببراءة الأطفال.
ودعا ناشطون حقوقيون وإعلاميون إلى تحويل قضية الطفلة حنين إلى قضية رأي عام ، مؤكدين أن الصمت على هذه الجريمة يُعد خيانة للطفولة والإنسانية على حد سواء .