
حضرموت تشتعل غضباً بعد اقتحام واعتداء على المعتصمين في تريم
الرئيس الزُبيدي يوجه بحماية المحتجين وضمان حقوقهم المدنية
الانتقالي: ما حدث في تريم استهداف لحرية التعبير وإشاعة للفوضى
أزمة وادي حضرموت.. قضية سيادة وليست مجرد خدمات
نشطاء: قوات المنطقة العسكرية الأولى تمارس القمع والانتهازية في الوادي
تريم.. شرارة انتفاضة حضرمية لطرد القوات العسكرية من الوادي والصحراء
رسالة تريم للعالم: نريد السلام لكن ليس على حساب كرامتنا
تشهد مدن وادي حضرموت، وفي مقدمتها مدينة تريم، تصعيداً شعبياً متنامياً للمطالبة برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى، ورفض ما يصفه الأهالي بـ"الاحتلال اليمني". وجاء هذا التصعيد عقب حادثة اقتحام مسلح واعتداء مباشر على المعتصمين يوم الخميس الماضي، أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق وجروح، إضافة إلى ترويع الأسر في منازلهم.
ويرى الأهالي أن هذه الانتهاكات ليست جديدة، بل امتداد لسياسات القمع والممارسات التعسفية التي يتعرض لها الجنوب منذ حرب 1994، بما في ذلك المداهمات الليلية، والاعتقالات، وفرض نقاط الجباية، في محاولة لإخضاع حضرموت ونهب ثرواتها تحت غطاء عسكري.
مراقبون انتقدوا صمت قيادة المجلس الرئاسي والسلطة المحلية تجاه هذه التطورات، وغياب أي تحرك فعلي يلبي مطالب المواطنين، وعلى رأسها إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي.
الانتقالي: استهداف لحرية التعبير والأمن
أدانت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت الحادثة، واعتبرتها تصعيداً خطيراً يهدد حرية التعبير والأمن والاستقرار. وحمّلت المجلسُ السلطةَ المحلية ومليشيا الإخوان المسؤولية عن تدهور الأوضاع وإشاعة الفوضى. كما رفضت الهيئة أي محاولات للنيل من قوات النخبة أو دور التحالف العربي في ساحل حضرموت، مؤكدة رفضها لزرع الفتن بين أبناء المحافظة.
القيادة الجنوبية: التزام بحماية الحقوق
في السياق ذاته، رحّب أبناء حضرموت بتوجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي التي شددت على حماية المحتجين وضمان حقوقهم المدنية. واعتبر سياسيون هذه التوجيهات نموذجاً قيادياً في التعاطي مع الأزمات الشعبية، ودليلاً على أن القيادة الجنوبية متمسكة بالوقوف إلى جانب مواطنيها، وأن حماية الناس هي أساس شرعيتها.
احتجاجات سلمية ورفض للاحتلال
نشطاء جنوبيون أكدوا أن احتجاجات تريم سلمية، وتهدف للضغط من أجل تحسين الخدمات وحل مشكلات الكهرباء والمياه، بالتنسيق مع الجهات المعنية. وشددوا على الرفض القاطع لبقاء قوات المنطقة العسكرية الأولى في الوادي والصحراء، واصفين ممارساتها بالانتهازية والتعسفية.
أزمة سياسية وليست خدمية
الدكتور صدام عبد الله، رئيس قطاع الصحافة والإعلام، أوضح أن الاحتجاجات الأخيرة تمثل جبهة جديدة للمطالب الجنوبية، مشيراً إلى أن الرفض الشعبي لوجود القوات العسكرية في الوادي يعكس أن ما يجري هو أزمة سياسية متعلقة بالسيادة والتمثيل الجنوبي، وليست مجرد أزمة خدمات.
تريم.. بداية التحرر
الناشط عبد القادر أبو الليم اعتبر تريم شرارة الانتفاضات ضد القوات العسكرية، فيما أشار الناشط عسكر الجحافي إلى استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وقطع الكهرباء كأدوات قمعية ضد المحتجين. أما الناشط أمجد يسلم صبيح فحذّر من أن بقاء هذه القوات سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان الشعبي في مختلف مناطق حضرموت.
رسالة تريم للعالم
اليوم، ترفع مدينة تريم صوتها عالياً لتؤكد أن صبرها قد نفد أمام ما تتعرض له من انتهاكات، داعيةً إلى انتفاضة شاملة في كل مدن وادي وصحراء حضرموت. وتختتم المدينة رسالتها للعالم بعبارة واضحة: "نريد السلام، لكن ليس على حساب كرامتنا وحقنا في تقرير مصيرنا واستعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة".