
كتب: صالح البخيتي
في الوقت الذي التزمت فيه الدولة صمتها المُريب تجاه معاناة الناس واحتياجاتهم الأساسية اختارت يافع أن تتكلّم..لا بالخُطب أو الوعود بل بلغة العمل والمعاول والسواعد الصادقة.
فبينما غابت الوزارات المعنيّة وتلاشت الميزانيات وتكدّست الوعود في أدراج النسيان كانت يافع تسطّر ملاحم البناء من قلب الجبال تُشيّد الحواجز وتشُقّ الطرق وتُضيء الليالي الحالكة بمُبادرات أهلها وكرم رجالها.
هكذا تتكلم يافع.. حين تصمت الدولة.
طريق يتشقق.. وأرواح تُزهق
يُعد طريق حبيل جبر العسكرية واحداً من الطرق الحيوية في يافع إذ يربط مناطق واسعة ببعضها ومحافظة لحج بعدن ويُستخدم يومياً من قبل مئات المركبات لكن هذا الطريق وتحت وطأة الإهمال المزمن وغياب الصيانة وصل اليوم إلى حالة مزرية من الانهيار والتشقق والانزلاقات.
لقد تحوّل إلى خطر قاتل وتسبّب في سلسلة من الحوادث المروعة التي أودت بحياة أبرياء وأصابت آخرين، دون أن تحرّك الجهات الحكومية ساكناً أو تبادر حتى بإصدار بيان!
صوت يافع الحقيقي.. أبو أنس الصافي يعلن حملة الترميم
في ظل هذا الواقع الكارثي برز صوت المُبادرة،صوت المسؤولية والضمير، صوت ابن يافع الوفي الشيخ أبو أنس الصافي الذي أعلن اليوم عن إطلاق حملة تبرع شعبية عاجلة لإعادة تأهيل وترميم طريق حبيل جبر العسكرية يافع محافظة لحج، بعد أن طال الإهمال وازداد الخطروتناسلت اللامبالاة من الجهات المعنية.
وجّه الشيخ أبو أنس الصافي دعوة صادقة إلى أبناء يافع في الداخل والخارج، وإلى كل الشرفاء والمحبين للخير داخل الوطن وخارجه للوقوف صفاً واحداً والمساهمة في هذا العمل الإنساني الكبير لإنقاذ الأرواح واستعادة شريان الحياة الذي بات شاهداً على غياب الدولة.
من لا يملك قرار الصيانة.. لا يستحق صفة الدولة!
إن ما يحدث ليس مجرد تآكل في طبقة الأسفلت، بل تآكل في مفهوم الدولة ذاتها..فحين تتحوّل حياة الناس إلى هامش وتُترك الطرق لتفتك بالبشر وتُلقى المسؤولية على كاهل المواطن وحده عندها لا بد من قول الحقيقة:من لا يملك قرار الصيانة.. لا يستحق أن يُسمى دولة!.
يافع تنتصر مجدداً.. على غياب الدولة
هذه ليست المرة الأولى التي تنتصر فيها يافع بروحها الجماعية ووعيها المجتمعي على غياب الدولة وتخليها. ففي كل مرة يتوارى المسؤولون، تنهض القبائل وتتبرع الأيادي البيضاء، وتتحوّل المبُادرات الشعبية إلى مشاريع مكتملة شاهدة على أن: يافع لا تموت.. ولا تنتظر أحداً
وهكذا تمضي يافع تُرمم ما تهدّم وتُنقذ ما أُهمل وتُسجّل في كل موقف درساً جديداً أن الإنجاز لا يحتاج إلى ميزانيات، بل إلى رجال أوفياء يملكون القرار ويحملون الهمّ ويتحركون من قلب الألم.