الاثنين 15 يونيو 2025 - الساعة:21:23:10
منذ قرار تقسيم فلسطين 29 نوفمبر 1947 والعرب في تراجع، بعد رفض الفلسطينيين أصحاب الشأن بناء دولتهم التي أقرها قرار التقسيم في الأمم المتحدة، وكانت حرب مايو 1948 التي خسرها العرب، وأستبشر العرب خيرا في ثورة الضباط المصريين في 23 يوليو 1952، ولكن للآسف تلتها هزائم أخرى منذ العدوان الثلاثي على مصر 26 أكتوبر 1956، حتى إنفصال سوريا بعد الوحدة مع مصر 28سبتمبر 1961 .
هل أنتهت هزائم الأمة في 1961، بالعكس بدأت هزائم أخرى بعد نجاح ثورة اليمن في 26 سبتمبر 1962، والزج بالجيش المصري في حرب اليمن، التي لا ناقة له فيها ولا جمل، لتستمر الهزائم على الأمة بعد الخطابات العنترية بإغلاق مضيق تيران وخليج العقبة، وطلب مصر إزالة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في سيناء، في حين الحيش المصري يتلقى الهزائم في اليمن، لقد كانت شرارة الحرب واضحة وكانت هزيمة 5 يونيو 1967 بإستيلاء إسرائيل على الضفة وغزة والقدس وهضبة الجولان وسيناء إذلال للأمة العربية، لتنتهي عندها أسطورة ناصر معبود الجماهير العربية.
كارثة أخرى أضيفت لكوارث الأمة العربية بإستيلاء حزب البعث العربي الإشتراكي على الحكم في سوريا 8 مارس 1961، وفي العراق 8 فبراير 1963، لنصل لعام 1968، وتصريح حكومة العمال البريطانية بالإنسحاب من منطقة الخليج في موعد أقصاه نهاية عام 1971، وقد أستبشرت الأمة خيرا بإستقلال إمارات الخليج ( الإمارات، البحرين، قطر) نهاية عام 1971.
لكن المشهد العربي عاد أكثر قتامة، في مطلع فبراير 1979، أطاحت ثورة الخميني بشاه إيران لتدخل المنطقة في نفق مظلم ( تصدير الثورة ) وبداية التحرش بالعراق، لتبدأ حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران ( 22 سبتمبر 1980-20 أغسطس 1988)، حرب أكلت الأخضر واليابس ودمرت المنطقة، وخسر خلالها البلدان الجاران العراق وإيران كل قدراتهما الإقتصادية والعسكرية، ومقتل أكثر من مليون ضابط وجندى من العراق ومثلها من إيران، كما أستنزفت موارد دول الخليج في دعم العراق، الذي كان يدعي أنه يدافع عن البوابة الشرقية للخليج العربي.
في حين قاطعت الدول العربية مصر في نوفمبر 1979، بعد توقيعها إتفاقية السلام مع إسرائيل، ليسلخ جزء مهم له قراره المصيري في الأمة العربية، بل يسلخ القلب من الروح لأمة العرب.
ونعود للحديث في الحلقة الثانية عن الأحداث من 1990 غزو الكويت، التي هي أسباب كوارث الأمة حتى اليوم، وما نعيشه من حروب وكوارث .

