
تتجه المواجهة بين مليشيات الحوثي وإسرائيل نحو التصعيد الشامل، في أعقاب وصول الهجمات المتبادلة بين الطرفين إلى مستويات خطيرة.
ويبرز هذا التصعيد من خلال شن مليشيات الحوثي هجمات بصواريخ ذات رؤوس انشطارية وتكثيف الهجمات بالطائرات المسيرة، فيما بدأت إسرائيل بتوجيه ضربات دقيقة لتدمير البنية التحتية كميناء الحديدة واغتيال قادة الجماعة المدعومة من إيران.
ويتوقع مراقبون أن مليشيات الحوثي ستخسر إذا واصلت "المقامرة والمغامرة" مثلما خسر "حزب الله" اللبناني، كون المعركة غير متكافئة بين المليشيات وإسرائيل.
تصعيد مرشح للارتفاع
قال الباحث السياسي اليمني، يعقوب السفياني، رئيس مكتب مركز "سوث 24" للدراسات والأخبار بعدن، إن "العمليات والهجمات الأخيرة المتبادلة وصلت إلى مستويات خطيرة، مع استهداف إسرائيل ميناء الحديدة وحكومة الحوثي وقياداته في صنعاء والجوف، رداً على قصف المليشيات مطار رامون بالطائرات المسيرة".
وأضاف السفياني لـ"العين الإخبارية" أن "هذا التصعيد مرشح للارتفاع؛ كون إسرائيل لا توجد لديها أي خطوط حمراء، في حين يبحث الحوثيون عن ذرائع ومبررات لاستمرار انخراطهم في الصراع الإقليمي، خدمةً للإيرانيين ولإبعاد الضغط عن طهران".
وبالنسبة لمنهجية الاستهداف واغتيال القيادات الحوثية، يرى الباحث اليمني أن إسرائيل ما زالت متأخرة استخبارياً وأنها غير قادرة على حصد قيادات الحوثيين الأمنية والعسكرية، كما فعلت مع حزب الله عند استهداف عقولها المدبرة".
وأشار إلى أن "هيكلة الجماعة الحوثية تعتمد على تنظيم مسلح يرتكز في نقاط القوة والتواصل على القادة والعقول العسكرية والأمنية، غالباً بعيدة عن الظهور إعلامياً".
خسارة الحوثي متوقعة
من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني، عبدالكريم المدي، إن مليشيات الحوثي "تغامر وتقامر" بالشعب اليمني في معركة لا يوجد فيها أي تكافؤ في آلياتها وأدواتها المستخدمة.
وأضاف المدي لـ"العين الإخبارية" أن "مليشيات الحوثي لديها طائرات مسيرة وصواريخ باليستية محدودة، تأتيها من إيران التي خسرت معركتها أمام إسرائيل خلال 12 يوماً، وما تقوم به لا يعدو كونه شعارات ومزايدات".
وأعرب المدي عن اعتقاده أن مليشيات الحوثي ستخسر إذا واصلت "المقامرة والمغامرة" مثلما خسر حزب الله ومليشيات طهران في سوريا والعراق.
وقال إن "الحوثي ليس أقوى من حزب الله ولا أقوى من الدعم الإيراني الكبير للجماعات في سوريا والعراق، ومتوقع خسارته في معركة سيدفع ثمنها الشعب اليمني".
تعمية متعمدة
ويتفق مع المدي، الخبير العسكري اليمني وضاح العوبلي، قائلاً إن "الضربات الإسرائيلية الأخيرة تعكس استهدافاً دقيقاً ومدروساً لمواقع عسكرية حوثية استراتيجية كانت تشكل تهديداً حقيقياً".
وأضاف العوبلي لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات الحوثي تعرف "بدقة ماهية الأهداف التي تم ضربها، وتعلم حجم الخسائر التي تكبدتها، وكم عدد القتلى من القيادات والمشرفين والخبراء الذين كانوا يعملون في تلك المواقع المستهدفة ولقوا مصرعهم فيها".
وتابع قائلاً: "ورغم ذلك، وكما هي عادتها، تمضي المليشيات الحوثية في إنكار الواقع، بهدف التعمية على الضربات الحقيقية وإخفاء حجم الانكشاف الأمني والعسكري الذي تعرضت له المليشيات".
وأكد أن "المكابرة لا تلغي الحقيقة، وكل من داخل مليشيات الحوثي يدرك أن الضربات الإسرائيلية كانت موجعة جداً، وستترك أثراً استراتيجياً بالغاً على قدراتها الصاروخية خلال المرحلة المقبلة".