آخر تحديث :الجمعة 23 مايو 2025 - الساعة:00:26:30
حروب مركبة وهدف واحد هو شيطنة البديل عن مشروع الوحدة اليمنية..
أدهم الغزالي

الخميس 21 مايو 2025 - الساعة:20:47:32

في عمق المشهد اليمني حيث تتقاطع الأجندات وتتشابك خيوط المصالح تتجلى أمامنا منظومة حرب مركّبة لا تُخاض بالسلاح وحده ولكن تتسلل عبر الخدمات وتنتشر عبر السياسة وتتمدّد في بنية المجتمع عبر النزعات المناطقية والعنصرية وتتلبّس شعارات الدولة والوطن بينما هي في جوهرها معركة وجودية ضد مشروع الجنوب التحرري.

إن ما يواجهه الجنوب اليوم ليس مجرد عجز إداري أو قصور في الخدمات أو اضطرابات أمنية عابرة انما هو فعل تخريبي ممنهج تُديره قوى ظلت تاريخيًا ترتزق على أطلال (الوحدة اليمنية) وتعتبر نجاح أي مشروع بديل عنها تهديدًا وجوديًا لبقائها..

 هؤلاء لا يعادون الجنوب فقط ولكنهم يعادون الفكرة ذاتها، فكرة أن يكون للناس خيارهم، وللتاريخ مساره، وللتضحيات ثمارها.

من هنا تتضح ملامح الحرب بأبعادها المركبة ، يفجر الواقع المعيشي عمدًا وتُشل المؤسسات بسبق الإصرار ويُدفع بالشعب نحو الإحباط والتيه ليُقال في النهاية إن لا بديل عن مشروع (الوحدة) وكأنها قدر محتوم لا يقبل المراجعة ولا يعترف بالفشل رغم أنه ولد من رحم القوة وعاش على هامش العدالة واحتضر على أعتاب ثورة الجنوب.

إن هذه القوى بما تملكه من أدوات الدولة العميقة تسابق الزمن في محاولة لتشويه صورة الجنوب وتشتيت صفه وإفشال نموذجه لأنها تدرك تمامًا أن الجنوب إذا نجح سقطت شرعية (الوحدة) إلى الأبد وانهارت منظومة الهيمنة التي تقايض الوطن بالمصلحة.

لكنهم ينسون أو يتناسون أن الجنوب ليس مشروع نخب ولا لحظة انفعال ولكنه مسيرة شعب اختزن الوعي وراكم التجربة وامتلك وضوح الهدف الا وهو استعادة دولته على أرضه بهويته وقراره السيادي الحر وإن هذه الحرب المركّبة مهما اشتدت لن تصمد أمام إرادة تستمد قوتها من دماء الشهداء ومن ذاكرة شعب لا ينسى ومن مستقبل لا يقبل التزوير.

الرد على هذه الحرب لا يكون بالدفاع فقط ولكن بصناعة النقيض الا وهو نموذج مؤسسي متماسك، إدارة نزيهة، أمن راسخ، وعدالة نافذة ، عندها فقط لن ينجح أحد في إعادة تدوير الفشل ولن يستطيع أحد أن يقنع شعب الجنوب بأن مشروعه العظيم كان وهماً.

إنها لحظة الوعي ولحظة الحسم ولحظة المجابهة الشاملة مع كل أدوات الإرباك والهدم فمن لا يزال يراهن على إحياء مشروع مات في وجدان الناس عليه أن يستعد لمواجهة جنوب لا يقبل التراجع ولا يُخضع حلمه المقدّس للمساومة.
والله المستعان

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل