آخر تحديث :الجمعة 19 سبتمبر 2025 - الساعة:00:47:16
صناعة البلطجة
د. عبدالمجيد العمري

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00


البلطجة مصطلح عصري تركي ظهر عند فساد المندوب السامي للدولة العثمانية وجنوده في مصر، واستخدامهم القوة والتعذيب....
وعندما يقال هذا بلطجي معناه لا ينضبط بحدود ولا أعراف وما يقوده فقط هواه وتمرده...وهو تمرد على المعقول للوصول إلى غير المعقول...
في عالمنا الثالث وفي الدول العربية يتم صناعة البلاطجة، ويتم تربيتهم بقصد وبدون قصد، ويبدو أن هناك سلما وهرما للبلطجة، فمدير المؤسسة من الصعوبة إن يستمر إن لم يكن بلطجيا، وهو مندوب عن المسئول الأكبر الأقوى منه بلطجة، حتى نصل إلى دولة رئيس الوزراء والقائد العام....
فالكل يجمعهم غياب المسؤولية، واللامبالاة( البلطجة) والكل يتفقون في الاعتماد على أشخاص بلاطجة يبتزون الناس ويصنعون ولاءات ضيقة بسبب فتات من المال، أو مناصب زائلة ...
لا يعتمد المدير على لجنة مؤسسية، ولا يعتمد على إدارة رصينة، بل يستقطب بعض الأنذال ليقدموا له خدمات، ويروجوا لأفعاله وخزعبلاته....
غياب التعليم والتربية أنتج لنا قطيعا كبيرا من أشباه البشر، الذي لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، كالكوز مجخيا..
لا نستطيع أن نبرا أحد من البلطجة، فكثير من المدرسين الغائبين والمتهاونيين يدخلون بالقياس بمصطلح بلطجة، وكل مكان توجد فيه بلطجة، ولكننا نلاحظ بؤرة البلطجة في القطاعين الأمني والعسكري بقوة....
يستحيل القضاء على البلطجة دون بناء ترسانة تعليمية تربوية رصينة، وبناء نظاما سياسيا متينا، ودون ذلك سيستمر الغرق في عالم البلطجة، وسنفرغ جهودنا، وعقولنا في قضايا تافهة، وندور في مكان مفرغ من المبادئ السامية..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص