آخر تحديث :الجمعة 19 سبتمبر 2025 - الساعة:13:32:40
معركة الاقتصاد ( مولدات عدن إنموذجا) :
د. عبدالمجيد العمري

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00


غرائز البقاء هي أقوى غرائز الإنسان، ولا حديث عن بقاء الإنسان دون الحديث عن احتياجاته، لـــذا كان القرآن مبكرا حينما كشف عن رحلة الشتاء والصيف، وامتن على قريش بهــذه النعمة الذاتية...
أزمة الكهرباء في عدن أبانت للجميع أن المعركة الحقيقية معركة اقتصادية، وأن العدو يمكنه محاربتك بسبب فقرك، وعدم تمكنك من توفير الطاقة ، مما يعطل مشاريعك، ويوقفك عن التقدم ....
مرحلة الإسعاف في توفير الطاقة، لا تبني الطاقة، وإنما تزيد من التوغل في الوحل، فالمدن لا تضاء بمولدات وإنما تضاء بمحطات مستدامة ومحكمة، ويصعب وضع الدولة حين يكون في مرحلة الاختيار بين السيئ والأسوأ 
وفرة المال لا تصنع الدولة، بينما الحرية في التجارة والإسثمار تصنع الاقتصاد والدولة ، وهو العنصر الغائب في دول العالم الثالث فالحرية مخرج من مخرجات قوة النظام، وقوة النظام لا زال حلما منتظرا في صدور رجال الثورة ...
قالوا قديما إذا كانت السياسة عربة فأن الاقتصاد هو الخيل الذي يجر العربة، ولا حديث عن عربة ولا خيل في بلاد تمشي حافيا في الوحل.....
بين القرآن أهمية المال بقوله ( أموالكم التي جعل الله لكم فيها قياما) فالحياة تقوم على المال ، وبدون المال لا تتوفر القوامة البشرية الحقة سواء القوامة الخاصة أو العامة ...
إذا كان الاقتصاد هو حسن الاستفادة من الموارد، وترشيد النفقات، وفق عمل مؤسسي رصين مستدام...ففي بلادنا تعطل الموارد بسبب الصراعات السياسية، كــذا يتم استغلالها من قبل المتنفذين بسبب الفساد المتغلغل في الإدارة، بينما النفقات لا ضابط لها ولا معيار، لأنها الأخرى تخضع لنفس الطابع الإداري، فيحصل العبث من جهتين، ويسقط الاقتصاد كما هو ساقط...
هــذا لانهيار على المستوى الداخلي يتبعه عمل عبثي على المستوى الدولي، من إغراق الدول بالديون، وفوائد خياليه يصعب سدادها، وافتعال أزمات داخلية وخارجية من أجل تحريك سوق السلاح، واستنزاف الموارد الطبيعية لتلك الدول، كــذا التبعية الاقتصادية للدول الكبرى، ومـد الدول النامية بفتات من الغذاء والدواء، حتى تظل في احتياج مستمر لهذه الدول، وما يتبع ذلك من حماية عسكرية لبعض الدول، كل ذلك وفق استثمار ممنهج ومتنوع...
نعيش الوضع الكارثي كما هو، ونقف في عاصفة عاتية كما هي، وهي المرحلة التي تجعل الحليم حيران...
حينما تشتد العواصف الرملية، تتحرك سحب مثقلة بالإمطار، وتسقي البلاد والعباد ويعم الخيار، وهو الأمل بالله الذي لازال يملأ قلوبنا ...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص