الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة ... ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله..
ذهبوا إلى الحياة بضنهم، حرصوا أن يتم تسجيل أسمائهم في كشوفات الموظفين، يرغبون بحياة جميلة ومستقبل أفضل، لم يكونوا على دراية أن أسمائهم قد سجلت في كشوفات أخرى...
عاشوا على أرض الجنوب، ضلوا يحملون في قلوبهم حلم الاستقرار والهدوء والسكينة، تقدم إليهم هاذم اللذات ومفرق الجماعات ليسكنوا سكون طويل، واستقرار أبدي.....
تعبوا على هذه البسيطة الهائجة بالفتن، ليس عندهم سقف مرتفع من الأحلام، فقط يريدون رقما عسكريا، وراتبا بسيطا يسد رمق الجوع، وعوارض الزمن..
آن لكم اليوم أن ترتاحوا راحة ما بعدها تعب، فانتم شهدا عند الله، وأرواحكم، لم تعد تسرح وتمرح بيننا، هناك قد ارتفعت إلى السماء، حيث لا ظلم ولا بشط، ولا بغي ....
نكتشف ونحن أمام ركام من الجثث أن الحياة خيال، ونوم عميق، وان الحقيقية الراسخة، هي هذه التي نراها اليوم أشلاء، ممزقة، يمنة ويسرة...
لا يستطيع أحد إيقافه، ولا ينفع معه شفيع أو وسيط، لا يرحم الأم الثكلى، ولا الطفل الرضيع الذي فقد أعز قريب له.....
يحصد فينا بالعشرات، ويأخذ منا كل عزيز، صارم لا يرحم، وقوي لا يقهر، نحن أمامه مستضعفون...
لم نصل بعد إلى نهاية الفصل الأخير، لا زلنا في المقدمة، فالحياة هي الفصل التمهيدي لكتاب مليء بمراحل وشجون وأحزان....
سنظل نحزن ونبكي، وندفن موتانا، ونمسح الدمع، ونرجع إلى الحياة، لننتظر مأتما آخر، وحزنا مختلفا..
لن تتوقف الحياة، فالشمس المشرقة هي الحقيقة الأخرى التي تظل علينا بشعاع الحياة والأمل، ونعيش بين حقيقتين..
سنظل نعيش التناقض، الأمل والخوف، ونظل نمسح دموعنا حتى لا تحجب عنا شمس الغد المشرق .
فالموت مصيبة ( أو إصابتكم مصيبة الموت) وهو نهاية حتمية ( كل نفس ذائقة الموت ) وهو فوز وسعادة لكل من قتل ظلما ( ويتخذ منكم شهداء ...) ولا ينفع معه الهرب ( فأنه ملاقيكم) .
الهي انزل رحمتك وسكينتك على قلوب الأمهات الثكالى، ولطفك وعنايتك على الأطفال ، وعفوك ورحمتك على شهدائنا وعلينا فنحن عبادك، لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ...
