2025-06-15 23:47:13
يافع ترفع السيف عن شروق: اكتمال دية العتق في زمن قياسي وسط حملة تضامن تاريخية

في مشهد إنساني مهيب أعاد إلى الأذهان صور الشهامة والتكافل العربي الأصيل، أعلنت اللجنة المنظمة لحملة عتق رقبة الشابة اليمنية شروق أحمد علي عن اكتمال مبلغ الدية البالغ 3 ملايين ريال سعودي في خطوة أنهت مأساة إنسانية كادت تودي بحياتها، بعد أن كانت على بعد أيام معدودة من تنفيذ حكم القصاص في المملكة العربية السعودية.

 

حملة امتدت كالنار في الهشيم.. وخلال 24 ساعة فقط

 

خلال أربعة وعشرين ساعة فقط انطلقت الحملة بشكل عفوي ثم تحولت إلى سيل جارف من التبرعات والدعوات والمواقف شارك فيها أبناء يافع من الداخل والخارج من شيوخ قبائل ووجهاء ورجال مال وأعمال وشباب في المهجر، إلى جانب إعلاميين وناشطين اجتمعوا على هدف واحد إنقاذ روح بريئة من حافة الموت.

 

الحملة بدأت عقب مناشدة مؤثرة وجهتها شروق، ظهرت فيها عبر مقطع فيديو تبكي وتقول: معاشي تبغى أعيش.. ما معي بعد الله إلا أنتم.

 

تلك العبارة البسيطة الموجعة كانت كفيلة بهزّ ضمائر الآلاف، ليتحرك بعدها أبناء يافع بكل ما يملكون معلنين أن "شروق في ذمتهم" وأن دم الإنسان لا يُهدر ما دام في هذه الأمة نخوة وكرامة.

 

ابو أنس الصافي.. رجل الخير الذي أشعل جذوة الأمل

 

وقاد الحملة رجل الخير المعروف الشيخ أبو أنس الصافي، الذي لعب دوراً محورياً في تنظيم الجهود وتنسيق التواصل بين الداخل والخارج. وفي تصريح رسمي قال الصافي:"نعلن عن اكتمال مبلغ الدية، ورفع السيف عن رقبة الأخت شروق."

مشيداً بتفاعل أهل الخير، موضحاً أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا عظمة التضامن وروح الأخوّة المتأصلة بين أبناء الوطن.

 

موقف إعلامي لافت وتفاعل اجتماعي غير مسبوق

 

وقد علّق الصحفي البارز عادل عبدالله اليافعي، على الحملة بمنشور نشره في حسابه الرسمي على فيسبوك، قال فيه:

يافع أكملت دية الفتاة، والبالغ 2 مليون ريال سعودي خلال أقل من 24 ساعة، والحمد لله على سلامتها وعودتها قريباً إلى أسرتها...واختتم منشوره بعبارة لخصت الفخر والانتماء "يافع.. وما أدراكم ما يافع "

 

إلى ذلك شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعل كبير 

حيث ضجت الصفحات والمجموعات بمنشورات داعمة ورسائل شكر وفيديوهات مؤثرة ومقاطع توثق لحظات الفرح باكتمال الحملة ورفع السيف عن شروق اليمن.

 

ليس غريباً على يافع

 

لم تكن هذه الحملة الاستثنائية إلا امتداداً لتاريخ طويل من المواقف المشرفة التي اشتهرت بها قبائل يافع التي لطالما كانت في طليعة المساندين لكل ملهوف أو مظلوم سواءً داخل اليمن أو خارجه.

 

وتكررت في التعليقات عبارات مثل: "يافع لا تخذل أحداً - دمك غالياً عندنا يا شروق - هذا هو معدن الرجال ..وغيرها من الكلمات التي عكست الوعي الجمعي والروح القبلية الأصيلة المتجذرة في المجتمع.

 

أمل جديد.. وقصة تستحق أن تُروى

 

اليوم وبعد أن اكتملت الدية، وعادت شروق إلى الحياة، أصبحت قصتها رمزاً للأمل، ومثالاً على أن التكافل قادر على صنع المعجزات،حتى في أصعب اللحظات وأكثرها وجعاً 

 

شروق تنجو من السيف بفضل الله أولًا ثم بفضل أناس آمنوا أن إنقاذ الروح أعظم من أي شيء كما ورد في كتاب الله ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً

 

ختاماً تثبت هذه الحملة أن لا شيء يعادل قيمة النفس الإنسانية وأن المجتمعات لا تزال قادرة على أن تنهض بالأخلاق وأن تصنع بصوتها الجماعي فرقاً حقيقياً في حياة الآخرين.

 

وفي زمن كثر فيه الظلم واليأس تبقى قصة شروق صفحة مضيئة في كتاب الكرامة ستروى للأجيال القادمة على أنها ملحمة نخوة كتبتها يافع بأفعالها لا بأقوالها.

http://alomana.net/details.php?id=244716