آخر تحديث :الاثنين 01 سبتمبر 2025 - الساعة:23:51:35
هجوم حوثي فاشل على ناقلة نفط إسرائيلية والأمن البحري يكشف التضليل
(الأمناء نت / وكالات:)

 يُظهر هجوم الحوثيين الفاشل في استهداف ناقلة نفط "إسرائيلية" في البحر الأحمر استمرار استراتيجيتهم المعتمدة على التضليل الإعلامي، حيث أعلنت الجماعة عن نجاح العملية وإصابة السفينة بشكل مباشر، في حين كشفت بيانات هيئات الأمن البحري الدولية أن السفينة لم تتعرض لإصابة، مما يؤكد أن الدوافع وراء الهجوم لا تقتصر على الأهداف المعلنة بل تهدف إلى تحقيق مكاسب دعائية وتضخيم القدرات العسكرية للجماعة بعد ضربة "رأس الحكومة".

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان اليوم الاثنين إنّ القوات البحرية "نفذت عملية عسكرية استهدفت سفينة SCARLET RAY النفطية الإسرائيلية شمالي البحر الأحمر... بصاروخ بالستي"، مدعيا "إصابة السفينة بشكل مباشر".

ومساء الأحد، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) عن وقوع هجوم على بعد 40 ميلا بحريا جنوب غرب يُنبع في السعودية.

وقالت إنّ "قبطانا أبلغ بأنّه لاحظ اصطداما في المنطقة المجاورة مباشرة لسفينته، ناجما عن مقذوف غير معروف، مصحوبا بصوت انفجار قوي"، مضيفة أنّ الطاقم "بخير" والسفينة واصلت الابحار.

من جانبها، أشارت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري إلى أنّ السفينة مملوكة إسرائيليا وترفع علم ليبيريا.

ويأتي هذا الهجوم في سياق سلسلة من الاعتداءات المتهورة التي تشنها الجماعة على السفن التجارية في الممر المائي الحيوي، فمنذ بدء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر 2023، إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل، يطلق المتمردون الحوثيون صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة باتجاه الدولة العبرية بانتظام، غالبا ما يتمّ اعتراضها.

كما يشنون هجمات في البحر الأحمر على سفن تجارية، مدّعين أنها مرتبطة بإسرائيل، ومع ذلك، فإن العديد من هذه الهجمات استهدفت سفنًا لا تمت بصلة تذكر للصراع، بما في ذلك سفن متجهة إلى إيران، ما يؤكد أن دوافعهم الحقيقية تتجاوز الدعم المزعوم وتصب في خانة أجندة إيرانية أوسع لزعزعة استقرار المنطقة.

ويبرر المتمردون اليمنيون المدعومون من إيران هجماتهم بأنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في غزة.

وتردّ إسرائيل منذ أشهر بضربات تستهدف مواقع للحوثيين وبناهم التحتية.

ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان المتمردين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن بينها صنعاء، السبت بمقتل رئيس حكومتهم أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء في ضربة إسرائيلية على صنعاء الخميس.

والرهوي هو أبرز مسؤول سياسي يُقتل في المواجهة اليمنية الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وتوعّد زعيم حركة أنصارالله عبدالملك الحوثي الأحد بمزيد من الهجمات بالصواريخ والمسيرات في "مسار مستمر ثابت تصاعدي" بعد مقتل الرهوي، مؤكدا أن الاعتداءات الاسرائيلية "لن تؤدي إلى التراجع أو الضعف أو الهوان".

وقال الحوثي إن المسار العسكري للحركة تجاه إسرائيل ثابت ومستقر، وإنه سيتم تكثيف الضربات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة والحصار البحري.

وتعكس هذه التصريحات عقلية الانتقام التي تحكم قرار الجماعة، وتؤكد أنها ستستمر في تهديد الأمن الإقليمي والدولي دون أي اعتبار للتبعات الإنسانية والاقتصادية لأفعالها.

ويمثل مقتل الرهوي ليس فقط خسارة قيادية، بل هو ضربة رمزية بالغة للحوثيين، حيث إن الحكومة التي شكلوها، على الرغم من أنها لا تمثل مركز القرار الحقيقي، إلا أنها تظل واجهة سياسية وإدارية تمنحهم شرعية شكلية أمام جمهورهم.

وبناءً عليه، فإن استهداف رئيسها يعتبر استهدافا مباشرا لهذه الواجهة، مما يضعف من صورتها ويثير تساؤلات حول قدرتهم على حماية قادتهم. هذا الضعف الظاهر يدفعهم إلى مزيد من الأعمال المتهورة في محاولة لاستعادة هيبتهم وإثبات قدرتهم على الرد.

ويرى مراقبون أن الادعاءات الحوثية بدعم القضية الفلسطينية ما هي إلا غطاء لأهدافهم الحقيقية المتمثلة في بسط نفوذهم وسيطرتهم الكاملة على اليمن، وتنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة. ففي حين أنهم يزعمون أن هجماتهم هي "إسناد للفلسطينيين"، فإنهم يتجاهلون الأزمة الإنسانية الكارثية في اليمن التي تسببوا فيها، والتي أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.


#
#
#
#
#
#

شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل